الشَمسُ منْ ذِراعَيكِ تُشْرِقْ
والقَََمَر منْ وَجهَكِ يَبْرُقْ
والزَهْر منْ إخْدودَكِ يَتَورَّقْ
وبَريقُ الفَجْر منْ مُقلَتَيكِ يَنطلقْ
ولُقياكِ سُحُبٌ تَهْطُلْ المُنى بِمَطَرهِ العَبِقْ
يا عُيونَ القَزَقْ...وإحساسَ الصِدْقْ
تُبحرينَ على أمواجُ هَمْسي قَمَراً...
وأقْتَبِسْ منكِ الضوءَ والشَفَقْ
تُكَفْكِفينَ عُتوَّ الرِياحَِ منْ عِنوَتي نَحْراً...
وتَنْتَشِلينَ مني أعشاشَ الأرَقْ
عُروقَ الهَمِّ لِبُعْدَكِ في دَمي يُدبي لَهيباً ويَحْتَرِقْ
تُشَتِتيْنَ رَصاصَ الشَوقِ بِدِرْعَكِ الحَصينْ...
ويَسْتسْلِمْ لَه المَنْفى وفَرَحْي اليكِ يُصَفِقْ
التَمِسْ الفَرَجْ بإقبالَكِ فَجراً...
ويَمْحَقُ إطلالَكِ بطُغيانِهِ الغَسَقْ
بِقلْبي اُيَمِّمْ مَهْدَ حُبي راحلاً...
فَتَهْفو إليكِ روحي وَلِخُطايا تُسْبقْ
وَمِنْ مَحْجَرِ عَيني رَسَمْتُ دَمْعي لكِ بالصِلْصالِ فانْبَثَقْ
وأرتَقي بِفؤادي الظامِيء لِعِشْقِكِ المُعَتَّقْ
ولِسُقْيِكِ يَنْزاحُ سُهْدي المُشِقْ والمَزَقْ
وتَبْزَغينَ اليأسَ منْ على كَتِفي والبؤسَ المُعْتَلِقْ
فَتَكْسِرينَ قيودَ مِرارةَ الصَبْرِ وتُجَرِّعينَني طِبْاً لَهُ يُلْعَقْ
ويَعومُ طَيرَ الكَناري بِسَمائي ويُزَقْزِقْ
فأهوي كالصَقْرِ منْ عَليائِهِ الَحِنُ لكِ عَزْفي وأتَألَقْ
ويُذْرِفُ رَوضَ فِكْري بكِ خَيالاً شاسِعاً...
يَمتَزِجُ بِخُضوعِ الأرْضِ وشُموخَ الجِبالِ يُشْهِقْ
فَتَفْسَحُ ليَ الأيامُ فُجوَتاً...
أسْمو بِِها مَنارَكِ تَحْتَ سَحابتاً في الافُقْ
واُبْحِرُ بِعُنْفوانُ مِجْدافي طائفاً...
فَوْقَ وُهوبَ عِشْقَكِ اُصارِعُ الغَرَقْ
وألوي طَريقَ التيْهِ مُنْطَلِقاً...
قاصِداً مَرْساكِ منْ قَبْلِ أن يَنْغَلِقْ
فَأنتِ ليَ الحَياةُ ومَنْ على عَتَباتُكِ الأمَلَ يَنْبَثِقْ
أنتِ الماءَ لِجَرْدائي راويَتاً...
يَتَناسَلُ الغَرامُ مِنْكِ مُتَشَعْباً بِنَفَسِهِ الطّلِقْ
والحُزْنَ الدَنيءَ يُلاوي سِرَّ وِحْدَتي سَقَماً...
فَمَنْ دِفْئِكِ وحَنينَكِ المُشْفِقْ أتَنَعَمْ وأرتَزِقْ
يامَنْ أسْتَمِدُ النورَ منْ حَنايا قَلْبُكِ ولِقَلْبي يَخْتَرقْ
يامَنْ أحْيَيْتي أوراقَ عُمري وأغْصانَها بعدَ أن أفحَمَها القَلَقْ
يامَنْ أمِنْتي خَوفَ ضُنوني وَجُدُبَ جُنوني كانَ فيكِ يَسْتَبِقْ
وصَدَدْتي عَني رِياحَ الشَكِّ بِجِدارَكِ عُرضَتاً...
وزَفَرتي الهَناءَ بِجَسَدي وَفَكْفَكْتي حِبالَ الشَنقْ
ورَتلْتي سِموَّ الحُبِّ بِمِحْرابي طَرَباً...
يا فَيروزَ زَماني ولُبَّ الروحِ والحَدَقْ
حُرِّرَتْ روحي مِنَ الحَبْسِ بِغُرْبَتاً...
ونَبْضُ فؤادَكِ كانَ لها يَعْتُقْ
خُذيني بِذِراعِ الشَوقِ والوَلَهِ فيكِ قُرْبَتاً...
وزَلْزِلي قَلْباً كادَ عَنكِ يَمْرُقْ وَيَفْتَرِقْ
وَأرعِدي بِبَرقُكِ على سُباتي المُتَنَمّقْ
يا صَحوَتي ورَسْمَ بَسْمَتي المُصْعِقْ
يا خَريرَ نَفْحي وكُلَّ العِشْقْ
أنْتي مَنْ أرصَفُ لَكِ في الثَرى لُغتاً تَبْرُقْ
وَمِنْ قاموسَ الضادِ لِمَدْحُكِ أرتَحِقْ
أنْتي سِراجَ بَصَري وَهالَةَ بَدْري وصَمْتي اللّبِقْ ومرشدة السَعْدِ في الطُرُقْ